بكاء شمعة

جلست أكتب تحت ضـــوء شمعتي ,أنا أحـــــــكي وهي تبــــــكي وتشتكي
فقلت لها: أمصابكي هو مصابي؟يا من أنارت لي ظلمتي حتى بان بياض صفحتي
فقالت:لك ومنك أبك وأشتكي جراحي الغائرة حتى ينجلي نوري وتأتي نهايتي
لقد جالست البشر منذ نشأتي فقرأ ت ما كتبوا تحت ضوئي فزاد لهيبي وبكت شعلتي
فمنهم من ذكر الحبيب والأسى يخطف قلبه وراح يبكيه ففديته بدمعتي
ومنهم الذي نسج الأفكار للنهار وراحت مكائده تبغي على البشر فزادت حصرتي
فقلت لها:أياصاحبتي ومؤنسي في ظلمتي أأحكي لكي أم أتخذ من الصمت منهجي
فأجابت قائلت:قل ما عندك وراقب شعلتي فإذ مالت يمينا فهي فرحتي
وإذا مالت شـــــــــــــــمالا فلقد نال منـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــك غضبي
فقلت لها:سكن الحبيب فؤادي ولم يبارح طيفه مقلتي وأخذني الشوق إليه حتى سالت من أجله دمعتي
أخذ لي الفؤاد وتركني خاويا وقال للجسد لك الواقع فضمد جراحك فيه ولا تقل شئ
فقالت لي:هلا دللتني على أوصافه عليى انصحك وأكون لك النور والصديق الوفي
فقلت لها:لها شعر بسواد كظلام اللّيل الذي قد محى كل شيء وما ترك غير العشاق في أحلامهم يسبحون كحالتي
طوله من منتصف الليل إلى غسق الدجى قد غاب فيه القمر وأخذ من السواد كل شيء
اما العينين فكأنهما كسوف الشمس عندما تختفي عن الأرض فتخطف أنظار الوالهين كحالتي
والقدمان كأنهما من فضة من فوقها الساقان قد ركبت ,ما أجمل ذاك المنظرفهل أحكي وأشتكي

من بعد الحبيب الذي زارني طيفه وقد سالت من شوقي له دمعتي
لها لون فإن شبهته ,كان كظليل الفجر الذي امتزج بين سواد الليل وضياء الشمس الصافي
لا ضوء الشمس يطغى على لونها ولا ليل شاركها الجمال فهو يكاد يختفي
فقالت لي: حسبك يا صاحبي فأنا شمعة وأنت ضيفي ومؤنسي
والدمع فاض من عيني مما وصفت فابدعت الوصف وكأن هذا الجمال خرافي
فقلت لها: لكي مني جزيل الشكر شمعتي على النور الذي سطع من عينكي حتى أكمل خاطرتي
فأجابتني قائلة :أمتعتني يا هذا قبل قروب نهايتي فاذكرني ولا تنسى قصتي
واطلب حبيبك الذي وصفت لي وقل له:هل يكتب الغزل إلا تحت ضوء شمعتي
دنا أجلي وقرب رحيلي فاذكرني ولاتنسى صحبتي فلقد بكيت لأجلك وما همني
قد علمت أن الفناء قدري وقدر كل حي والبقاء السرمدي للذي أبدع في خلقه وعدّل فيه كل شي