من دروب العمل السياسي الفلسطيني قبل قيام منظمة التحرير الفلسطينية (حركة فتح)

من دروب العمل السياسي الفلسطيني قبل قيام منظمة التحرير الفلسطينية
(حركة فتح)

في الفترة الواقعة ما بين العدوان الثلاثي واحتــلال اسرائـيل لقطاع غزة (1956-1957) وحتى قيام منظمة التحرير الفلسطينيـة في العام 1964 اقيمت ابرز المؤسسات الفلسطينية وهي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وتعتبر فتح اول حركة فلسطينية تنشأ بعدالنكبة عام 1948 وتستمر, واكد على ذلك الأخ خليل الوزير (ابو جهاد )احد ابرز اعضاء النواة الاولى لحركة فتح بقوله:" في النصف الاخير من العام 1957 كان اللقاء الاول لحركة (فتح) لقاء مجموعة من المناضلين, وفي الوقت الذي لم يكن عدد اعضاء المجموعة الاولى يزيد على خمســة مناضلـــين جاءوا مــن مناطق فلسطينية مختلفة , فقد كان كل منهم يحمل تراث تجربة نضالـية في ميدان من المياديــن ويحمل معه حلقة وتنظيم وقطع شوط على هذا الدرب , وكانت الكويت هي موقع اللقاء الأول ..."
وهكذا كانت هذه القاعـــدة التنظيمية الأولى على ارتباط مع امتدادات تنظيمية في كل من مصر وغزة والاردن وسوريا ولبنان والسعودية والعراق وقطر.
تكونت الخلية الأولى في تنظيم (فتح) السري خلال عام 1958 ولم تتوقف أهميــــــة فتح عند كونها أول حركة فلسطينية بل كان لها ايضا وزنها الــنـوعـي فـي الـحـركـة الوطنية الفلسطينيـــة , كما ان اسلوب الكفاح المسلح الذي بشرت بــــه فتح
و مارسته أصبح الشكل الكفاحي الأساسي المعتمد من قبل فصائل الحركة الفلسطينية وقواها كافة .
ويتضح من قراءة الأفكار ومتابعة المناقشات والآراء التي تبنتها فتح خلال سنوات النشأة الأولى , ان هذه المنظمة التي كانـت تسبح ضد التيار بشرت الى جانب الدعوة الثورية بأفكار متفاوتة حول الكيان والتمثيل الفلسطينـي, وكان ذلـك في وقـت مـبــكر جدا وفي ظروف سياسية قمعية وغير مواتية فكريا لمثل هذه الطروحات.
وهذا ما يفسر البطء الشديد لسنوات عدة في نمو الحركة وفي عزلتها شبه التامة عن الشعب في مختلف أماكن تجمعه , وقد تزامن هذا الطرح مع طـــغيان المشــاعر القومية لدى العرب الفلسطينين الذين عاصروا في ذلك الوقت قيام أول وحدة عربـــية في العصر الحـديث , الأمــر الـذي لـم يجـعل لكل هذه الأفكار التي نادت بها فتـح أي رواج شعبي في ذلك الحين , ولم يمتلك أي منها جاذبية خاصة أو قدرة كبيـرة علـــى استقطاب القطاعات الشعبية, اذ كان جمال عبد الناصر يمثل الأفق الوحيد في أعـــين الفلسطينين .