الصهيونية

الصهيونية
يأتي ديفيد بن غوريون ليكمل اتجاه الحركة الصهيونية نحو العنف والقوة كوسيلة لتحـقـيــــق أهدافـها , فقد كـــتب بن غوريون عــام 1954 فــــي مقدمــة كتــاب تـاريــــخ الهـاجـانـاة الـذي أصدرته المنظمة الصهيونية العالمية يقول " من الواضح أن انجلترا تعود للانجليز ومصر للمصريين وفلسطين لليهود , وفي بلادنا هناك فقط مكان لليـهـود وسـوف نـقـول للـــعـرب اخرجوا فإذا لم يوافقوا وإذا قاومـوا فســوف نـخرجـهم بالـقـوة " ويـلخص أبـا إيـبـان وزيـر خارجية اسرائيل الأسبق اسلوب عمل وتفكير بن غوريون بما يلي " حدد هدفـــك واعــلن عن حاجتك , ثم قل ما تريد وبعد ذلك أدرس العقبــات , يجب أن تخـضـع العقـبــــات للـهدف ولا يمكن بأي حـــال من الأحوال ترك الهدف بسبب الصعوبــات التــي تعـتـرض تحقيقها " وهكذا فإن بــن غوريون وفقـــا لهذا المنطــــق يرفض الاعتــداء علـى اللـجـوء للـعـنـف , أو أي وسـيـلة أخرى .
ويعبر بنفسه عن ايمانه بالحرب حين يقول : " الوضع في فلسطين لا يمكن أن يـسـوى الا بالقوة العسكرية الحرب حرب وبالتالي فإن عودة العرب الى يافا ليست ظلما وانما خطيئـة كبرى " وقد أبدى بن غوريون محبة شديدة لإلياهو جولومب المفكر الصهيوني الذي أعــد نفسه ليصبح خبيرا عسكريا لأنه مقتنع بأن اليهود سيحاربون يوما ما في سبيل اقامة دولـة لهم في فلسطين .
اما الارهابي مناحيم بيغن رئيس وزراء العدو الأسبق وزعيـم مـنـظـمـة ( اتـسـل ) والـذي تفاخر في كتابه ( الثورة ) بمجازر هذه العصابة ضـد العرب ويصـف الارهـاب بأنـه كـان الطريق الوحيدة الفعالة لتأمين ما يسميه ( الأهداف اليهودية القومية ) في فلسطين فهو شبيه بجابو تنسكي في الاعلان صراحة عن نياته العدوانية وايمانه المتطرف بالعنف والارهـاب , وقد كتب يقول في 28 تشرين أول 1956 عشية العدوان الثلاثي على مصر : " ينـبـغـي عليكم ايها الاسرائيليون ان لا تلينوا ابدا عندما تقتلون اعدائكم , ينبغي ان لا تأخذكـم بـهــم رحمة حتى ندمر ما يسمى بالثقافة العربية التي ستبنى على أنقاضها حضـارتنـا " ويعـتـبـر الارهابي بيغن اساليب العنف التي لجأت اليها العصابات الصهيونية قبل عـام 1948 هـي الطريق الوحيدة الفعالة لتأمين الأهداف اليهودية في فلسطين ويضيف بأن هذه الأســالـيـب اليهودية الارهابية قد أشبعت رغبة جارفة مكبوتة عند اليهود للانتقام.
وفي عام 1967 كتب يوسف فايتس الذي كان مسؤولا كبيرا في الوكالة اليهودية لمدة تزيد عن 30 سنة كتب مستشهدا بما سجله في مذكراته عام 1940 حول ضرورة طرد السكـان الفلسطينيين ويقول : " يجب أن يكون واضحا أنه لا يوجد مكان في البلاد لشعبين معا فمـع وجود العرب سوف لن نتمكن من تحقيق هدفنا في أن نكون شعبا مستـــقـلا فـي هـذه البـلاد والحل الوحيد هو أن تصبح أرض فلـسـطين علـى الأقـل بـدون عـرب , عـن طـريـق نـقـل الفلسطينين من هنا الى الدول العربية المجاورة , نقلهم جميعـا بحيث لا تبقـى قريـة واحـدة ولا قبيلة واحد