منتديات العوفي شباب مخيم البقعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الانتفاضة ودور الشباب العربي والفلسطيني

اذهب الى الأسفل

الانتفاضة ودور الشباب العربي والفلسطيني Empty الانتفاضة ودور الشباب العربي والفلسطيني

مُساهمة  الامير الفدائي الإثنين مايو 17, 2010 9:14 pm

الانتفاضة ودور الشباب العربي والفلسطيني
بقلم/ بكر ابو بكر
إن التعرض لدور الشباب العربي والفلسطيني في الانتفاضة يقودنا في البداية لاستعراض مراحل الانتفاضة الحالية انتفاضة الأقصى والقدس والاستقلال وهي الانتفاضة التي شكلت امتدادا لقيم وأفكار وتاريخ الثورة الفلسطينية الحديثة (1965)م، ولموروث الفكر والثورة العربية ، ولانتفاضات سابقة كان أشهرها انتفاضة الأعوام (1987-1994)، وانتفاضة العام 997 ، والتي يظهر فيها الدور المتعاظم للقيادات الشابة والكوادر الفتية التي حملت على أكتافها عبء إشعال الشرارة والتواصل بوسائل مختلفة وأدوات متغيرة لم تقتصر على الفعل المقاوم الميداني بل امتدت للعمل الجماهيري والإعلامي وطالت جميع الطلبة في المدارس والمعاهد والجامعات التي تضررت من العدوان الإسرائيلي ولكنها بقيت تعمل بإرادة الفعل والتحدي، وضربت هذه القيادات الشابة للعالم مثلا في البطولة والتصدي والتضحية عز نظيره ، وقدمت آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمقاومين والمتظاهرين والمناضلين من خيرة الشباب وزهراتهم من الجنسين ، وتآلفت معها الكادرات الشبابية في العالم العربي خاصة من خلال الدعم اللامحدود عبر التظاهرات والمهرجانات والمخيمات والرسائل والحركة الشعبية والإعلامية الناهضة من أقصى العالم العربي إلى أقصاه ، ومع تعريجنا على مراحل الانتفاضة بغرض درسها وأخذ العبر منها في التو ومستقبلا ، سنتعرض للشخصية الفلسطينية وبنائها ثم لمفاتيح الدور الشبابي العربي في الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة عامة .
الانتفاضة الفلسطينية الحالية (2000-2002) :
عندما وطأ أرئيل شارون الحرم القدسي الشريف بالاتفاق المسبق مع حكومة رئيس الوزراء أيهود باراك كان بذلك يضع قدميه في مستنقع العنف الذي ربما سعا له ليعود واليمين الإرهابي والمتطرف إلى سدة الحكم في إسرائيل ، وعندما وافق باراك على السماح لشارون بدخول الحرم كان يراوده حلم الضغط على الفلسطينيين والتنصل من استحقاقات السلام المطلوبة منه والتهديد بالأسوأ بعد الرفض الفلسطيني للعرض المذل في كامب ديفد الثانية ( ثم في طابا) . إلا أن القدم الهمجية أشعلت انتفاضة شهداء الأقصى الذين سقطوا في يوم الجمعة الدامية في 29/8/2000 لتجرف الانتفاضة في بحرها الهادر سياسات باراك وتدمر استراتيجية التهرب من الاستحقاقات ، ولتضع اليمين المتطرف في الحكم ، في تراجع إسرائيلي عن أكاذيبهم بالسلام والانخراط في دوامة الخوف والرعب والسعي إلى الأمن التي أصعدت رجل إسرائيل القوي أرئيل شارون إلى الحكم .
لقد مرت الانتفاضة الفلسطينية المتواصلة والتي اعتمدت بشكل أساسي في الميدان والقيادة على الشبيبة والطلبة بفترات من الصخب والهدوء ، والتقدم والانحسار ، ومراحل مختلفة ارتبطت بتكتيكات وسياسات وربما استراتيجيات الحكومة الإسرائيلية ومطبخها الأمني-السياسي ، وتدخلات الوضع الإقليمي وضغوطات الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية ، وإمكانيات الأطراف والفرص والتهديدات الواقعة ، فمرت الانتفاضة إن أحسنّا التقسيم بستة مراحل أساسية حتى الآن هي :
أولا: مرحلة الانتفاضة الشعبية (من شهر9/2000 إلى شهر يناير2001 ):
حيث تواصلت حركة الجماعات من كافة شرائح المجتمع ومن تنظيمات الميدان الفلسطينية وخاصة حركة (فتح) في قيادة الشارع نحو المواجهة المحدودة حيث يتقابل الحجر بالرصاص والصدور العارية بالعربات المدرعة والدبابات . لقد تكبد الفلسطينيون عشرات الشهداء ومئات الجرحى دون أن يمس الإسرائيليون في انتفاضة بدأت هادئة أو بيضاء تجاهههم ماثلت الانتفاضة الأولى (1987-1994) ، رغم ما تخللها من أساليب مقاومة مسلحة دفاعية تقصدت المستوطنات وبعض العمليات الهجومية التي قتلت فيها حركة (فتح ) عبر كتائب شهداء الأقصى عددا من المستوطنين الإرهابيين الذين اصطادتهم في الطرقات بأسلوب أصبح لاحقا من سمات عملياتهم ( مثل قتل الإرهابي الكبير بنيامين كهانا إبن الحاخام مئير كهانا قرب رام الله في 31/12/2000) ، واستطاع الفلسطينيون في هذه المرحلة أن يحققوا تضامنهم الكامل بدخول فلسطينيو الداخل (إسرائيل) في المواجهة التي خلفت 13 شهيدا فيهم ، واستطاعوا أن يكسبوا الشارع العربي والأوربي والعالمي- رغم تكتيكات باراك حينها التي منها اتهامه الفلسطينيين باستغلال أطفالهم بالزج فيهم في المواجهات فالقتل- وحققوا التفافا عربيا شعبيا ورسميا عز مثيله .
ثانيا : مرحلة التصعيد و المقاومة المسلحة (أواخر يناير حتى ديسمبر 2001) :
وفي هذه المرحلة امتزج العمل الانتفاضي الشعبي مع تراجعه نسبيا مع عدد من العمليات ضد المستوطنين وانهاك المستوطنات بالضرب الفلسطيني المتواصل خاصة في غزة وبيت لحم ، وبظهور وتنامي العمليات الانتحارية (الاستشهادية) التي طبعت استراتيجية حركة حماس والجهاد الإسلامي في المقاومة ، بل وعدد من الانتحاريين غير المتحزبين أمثال خليل أبوعلبة الذي دهم بحافلة 9 إسرائيليين (14/2/2001)، حيث دخلت الحركتان على خط العمل المقاوم في مرحلة متأخرة نسبيا من بدء الانتفاضة ، وتعانقت استراتيجية المقاومة بشكليها الهجومي والاستشهادي عوضا عن الدفاعي ضد المستوطنات بالرصاص والهاون مع المواجهات الشعبية من تظاهرات ومواكب شهداء ومسيرات منظمة ومظاهرات مخططة والتي قامت بها جهات رسمية وشعبية فلسطينية في مختلف محافظات الوطن .
سقوط استراتيجية المائة يوم
تواصل الضغط الفلسطيني الشعبي والمقاوم والسياسي والإعلامي يتقدم حتى دخلت كل من الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية في إطار العمل المقاوم في عدد من العمليات المميزة ، والى أن تم جني الثمار الأولى بإسقاط استراتيجية أرئيل شارون (الذي تولي رئاسة الوزراء في 6/2/2001 ) التي حددت مائة يوم لتحقيق الأمن للشعب الإسرائيلي ، فلم يتحقق له إلا الخسران والفشل ليعود ويتراجع ويستبدل استراتيجيته تحت ضغط المقاومة والتحرك الجماهيري والسياسي الفلسطيني والعربي والأوربي ( اعتبر الأوربيون أن الردود الإسرائيلية مفرطة وغير متكافئة وأن إسرائيل تنتهك مناطق سيادة السلطة في 19/4/2001 ) ويدعو شعبه إلى ما أسماه سياسة المقاومة والصمود والصبر وطول النفس(؟!) .
بداية المتغيرات
لقد كان من نتائج عملية مرقص (الدولفنيريوم) ضد التلاميذ الإسرائيليين الذين يحتفلون، والتي قامت بها كتائب الشهيد عزالدين القسام التابعة لحركة (حماس) في تل أبيب في 1/6/2001 ، أن تسمم الجو الدولي المحيط بالانتفاضة والملتف حول الفلسطينيين، وأعطى الذريعة الإضافية لحكومة شارون لزيادة العدوان الهمجي , إلا أن جهود وزير الخارجية الألماني (يوشكا فيشر) الذي تواجد في موقع العملية صدفة وتحركه مع الجانبين أدى إلى إعلان الرئيس الفلسطيني وقفا لإطلاق النار مع صعوبة التعامل مع هذا المصطلح المضلل قبل ذلك ( على اعتبار أن لا جيشين متقابلين ولا قوى متجابهة والعدوان يفرضه طرف واحد والآخر يقاوم بالأدنى من الوسائل...) ، واستمر مع ذلك العدوان الهمجي والقصف الإسرائيلي لكن مع لجم مؤقت لعمليات الاقتحام لمناطق السلطة حتى شهر أغسطس بدء من جنين في الضفة الفلسطينية .
أما على الصعيد الرسمي والسياسي فلقد أثمرت التحركات في هذه المرحلة عن نشر تقرير ميتشيل ( في 21/5/2001 والذي كان قد قدم للرئيس الأمريكي في 30/4/2001 ) الذي دعا لإنهاء العنف من الطرفين وإزالة المستوطنات ، إلا أنه جوبه بتصعيد إسرائيلي بدا مخططا ومستفيدا من كل عملية استدراج للفلسطينيين للرد ، حيث تكثفت عمليات الاغتيال والتي طالت الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد أبو على مصطفى (27/8/2001) والتي مهدت لمقتل الإرهابي المعروف وزير السياحة رحبعام زئيفي في عملية معقدة الأطراف في 27/10/2001 لتدخل ذريعة القبض على قتلة زئيفي وأيام الهدوء السبعة ولاحقا المتورطين في عملية السفينة (كارين أ) في قائمة الشروط التعجيزية المقصودة المرتبطة باستراتيجية تدمير السلطة وتركيع الفلسطينيين دون أن ينالوا حتى ما رفضوه في كامب ديفد وفي طابا قبل صعود شارون .
ما بعد غزوة نيويورك :
لقد ظلت هذه المرحلة التي دامت ما يقرب العام متسمة على الصعيد الميداني الفلسطيني بالمقاومة أو الانتفاضة بأشكالها الأربعة (1-الجماهيري ، 2-والمقاوم المسلح بأشكاله الدفاعي والهجومي والانتحاري، 3-والسياسي4- والإعلامي ) حتى وقعت غزوة نيويورك في 11/9/2001 ، لينخرط الفلسطينيون في جدال وحوار شعبي ورسمي وتنظيمي وبجهود كادرية حثيثة لتحقيق التفهم بضرورة التوقف والنظر للوضع المحيط وانتهاج استراتيجية جديدة قد تعني الانسحاب من الفعل الميداني أو تغييره لاسيما والعمليات الأمريكية ضد أفغانستان ستعمم كنموذج ضد كافة التنظيمات الإرهابية أي تلك التي تستهدف المدنيين بغض النظر عن عدالة القضية أو شرعية المقاومة أو التعريف المغاير للإرهاب ، ولقيت هذه الحوارات و الجهود تفهما فلسطينيا كبيرا – مع بعض الاستثناءات التي أصرت على الانتقام وحق الكفاح المسلح بكافة الأشكال وضد الجميع وفي أي ظرف- ما كان مقدمة لتحقيق الهدوء وانخراطا فعليا – ربما دون قرار من أحد- في سياسة أو استراتيجية الرد المتوازن والتفوق الأخلاقي .
ثالثا : مرحلة الترقب ورسم الخيار الجديد (شهري نوفمبر وديسمبر 2001) :
تواصل العام 2001 وخاصة في الشهرين الأخيرين ورغم التفهم الفلسطيني والحوار تواصل يتصاعد عبر مجموعة من العمليات الانتحارية (الاستشهادية) حيث افتتح شهر ديسمبر بخمسة انفجارات هزت كل من القدس الغربية وحيفا وأدت إلى مقتل أكثر من 25 وجرح العشرات بسواعد كوادر حركة (حماس) أو بالأحرى أجسادهم الممزقة ، ليلحقها قصف إسرائيلي مكثف وخاصة لمدينة غزة ومقر الرئيس وتدمير طائراته المروحية الرئاسية الثلاثة ، ويمزجها باتهام الرئيس بأنه مسؤول شخصيا عن ما يسميه الإسرائيليون بالإرهاب الفلسطيني إثر عودة شارون من واشنطن (3/12/2001) . وكان شارون قد استخدم استراتيجية الكذب ( كما يسميها الكاتب الإسرائيلي تالي ليفكين لاحقا ) أو استراتيجية الخداع والمصيدة واستجلاب الردود الانتقامية إثر تصعيده للاغتيالات وذلك في شهر نوفمبر واجتياحه لقرية تِل-نابلس ودخوله لعدد من المدن ثم مذبحة أطفال خانيونس الستة من عائلة الأسطل (22/11/2001) والتي لحقها اغتيال محمود أبو هنود المسؤول العسكري في كتائب عزالدين القسام واثنين من الكوادر في 23 منه . وتواصل التصعيد الإسرائيلي المرتبط بتكتيكات رئيس الوزراء الإسرائيلي في محاولة عزل السلطة الوطنية عالميا وتدمير سمعتها وفي الانخراط الشاروني ضمن رِبقة الأخيار المحاربين ضد الإرهاب في العالم بالتساوق مع غزو أفغانستان والطروحات الأمريكية ضد الإرهاب فأقدم على مذبحة عنبتا في تواصل لسياسة العدوان دون توقف ، التي لحقها عملية مستوطنة عمانوئيل من قبل الشهيد عاصم ريحان من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة (فتح) التي أودت بحياة 8 مستوطنين برشاشه وجرح 20 آخرين في (12/12/2001 ) فتسارع الحكومة الإسرائيلية في اليوم التالي تنفيذا لاستراتيجيتها المسبقة بالإعلان عن قطع علاقاتها مع الرئيس ياسر عرفات باعتباره والسلطة (طالبان) وأنه غير ذي صلة وتقدم على اجتياح جديد للعديد من مناطق السيطرة الفلسطينية .
كان الظرف العالمي وحجم التهديدات حول السلطة الوطنية والقضية قد تزايد وخاصة في خضم الحرب المدعوة أمريكيا حربا على الإرهاب والتي قادتها أمريكا في العالم، ولصعوبة التفلت من وصمة الإرهاب والتفريق الميداني الفعلي بين المقاومة والإرهاب ، ولسبب التوقيت وضغط المأساة وعقلية الثأر والانتقام الأمريكية التي قادتها تيارات التطرف المسيحي اليميني من جهة ، واستجابة للدعوات الأمريكية بإقامة دولة فلسطينية كما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10/11/2001 والذي تبعه نفس الإعلان من قبل وزير الخارجية كولن باول في رؤيته للسلام في 19 من ذات الشهر كان إعلان الرئيس الفلسطيني لوقف إطلاق النار.
كانت العمليات العسكرية تتزايد والسعي الفلسطيني الرسمي للتهدئة يكبر إلى أن أعلن الرئيس عرفات في خطابه للشعب الفلسطيني في 16/12/2001 تمسكه بأهداف وخيارات الشعب الفلسطيني وإعلانه لوقف إطلاق النار، هذا الإعلان الذي جاء داخليا بعد رحلة طويلة من الحوارات والصراعات والتفهم الوطني الداخلي لمستوى الضغوط والتهديدات واحتمالية نفاذ الفرص ،وفهم القدرات والعوامل المحيطة والذي أنتج وقفا حقيقيا لإطلاق النار من الجانب الفلسطيني أستمر ما يقارب الأسابيع الثلاثة ودلل على جدية الطرف الفلسطيني بالسعي نحو السلام ، ولكنه قوبل طوال هذه الأسابيع بالإرهاب والقتل والاغتيال الإسرائيلي المتواصل والشروط التعجيزية ، الذي ولّد تحللا من الالتزام والارتباط بوقف إطلاق النار لتعود العمليات الفدائية ثانية إلى الواجهة .
ومع تواصل الفعل الشعبي رغم القصف والتدمير والقتل والحواجز والحصار الذي كان يتبع كل عملية إلا أن العمليات عادت هذه الفترة وخاصة منذ بداية العام 2002 لتتركز وفق معظم خطوط استراتيجية كتائب شهداء الأقصى في الميدان - بتشكيلاتها ذات المسميات المحلية المختلفة ( كتائب العودة وكتائب الشهيد ثابت ثابت ثم رائد الكرمي في شمال الضفة وكتائب الشهيد حسين وعاطف عبيات في بيت لحم ومجموعات المقاومة الشعبية في غزة )- التي تركز على المكان المحدد بأراضي الدولة الفلسطينية القادمة ومستهدفين المستوطنين والعسكريين عبر الطرقات وفي المستوطنات وعلى الحواجز .
رابعا : مرحلة المقاومة المتزنة :
وفي هذه المرحلة أصبح الوعي السياسي الفلسطيني الرسمي والموحد والحزبي والفهم التنظيمي ( رغم عديد السلبيات والانتقادات في هذا النطاق) قد أصبح أكثر قدرة على تحديد أهداف قصيرة واضحة ومديات فعل وتوقيتات متلائمة مع التحركات السياسية ما يدفعنا للقول أن الاستراتيجية بدأت ترسم في السياسة وعلى الأرض خاصة عبر التجربة والخطأ ، و كان العمل الانتفاضي الشعبي متواصلا ( مظاهرات ، مسيرات ، جنازات كما هو الحال طوال الأشهر السابقة) وتصلب العمل الميداني الفلسطيني و تأطر وظهر كأن تقرر أن تكون الضفة والقطاع والقدس ميدانه الحقيقي خاصة وأن قتل المدنيين لأي سبب حتى المقاومة ضد الاحتلال وبعد غزوة نيويورك أصبح مرفوضا ويستجلب وصمة الإرهاب من قبل العالم .
في هذا التأطير الجديد كما ذكرنا الذي استهدف العسكريين والإرهابيين المستوطنين ونقاط التمركز الإسرائيلي العسكري في أرضنا (وخاصة إثر العملية النوعية لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة (فتح ) في حاجز عين عريك قرب رام الله التي راح ضحيتها 6 جنود إسرائيليين وجرح سابع وتجمد الثامن من الخوف في 19/2/2002 وما تلاها وسبقها، ولتدمير دبابة المركافا في غزة قبل أيام خمسة من عملية عين عريك وبإجمالي قتلى عسكريين وصل بأيام قليلة 17 قتيلا) وضد المستوطنات تكون الاستراتيجية الفلسطينية وخاصة في الميدان قد وصلت إلى مرحلة متطورة من التناغم المطلوب بين العمل السياسي والشعبي والإعلامي والميداني المقاوم .
خامسا : مرحلة الحرب الداهمة (29/3/2002 – 1/5/2002 ) .
على إثر عدد من العمليات الناجحة التي كان آخرها عملية بارك نتانيا التي راح ضحيتها 26 قتيل و100 جريح والتي لحقها في 28/3/2002 عملية في مستوطنة ألون موريه قرب نابلس وفي نتساريم قرب مدينة غزة ، ودون أي اعتبار لمقررات القمة العربية التصالحية مع "إسرائيل" التي عقدت في بيروت يعلن شارون في 29/3/2002 الحرب ضد السلطة والفلسطينيين ويقول أن رام الله عاصمة الإرهابيين ، فيغزو المدن الفلسطينية بآلاف الدبابات والمدرعات والطائرات والجنود النظاميين والاحتياط ، ويضرب عرض الحائط بالقرارات الأممية المطالبة الانسحاب من المدن الفلسطينية ( 1402,1403 ) ، حيث يخوض الشعب الفلسطيني ككل ملحمة نضالية عظيمة في كافة المدن ويسطر ملاحم صمود في نابلس وجنين رغم الفارق الهائل في موازين القوى ، ويرتكب الاحتلال مجزرة الأمن الوطني في رام الله ومجازر في نابلس وجنين ، ورغم تواصل العمليات الفدائية في هذه المرحلة كعملية الفدائية آيات الأخرس وعمليات باقة ومطعم ماتزا بحيفا وفي مئة شعاريم في القدس وعملية جنوب حيفا في 10/4/2002 ، ألا أن الغزو الإسرائيلي الهمجي استمر متحديا الهبة العالمية المطالبة بانسحاب الاحتلال عبر المظاهرات الصاخبة في العالم العربي والإسلامي والأوربي ، ورافضا التعامل مع لجنة فحص الحقائق في مجزرة جنين ، ويستمر شارون في عدوانه حتى آخر انسحاب للقوات الغازية من مقر الرئاسة في رام الله .
سادسا : عودة مرحلة الانتفاضة الجماهيرية .
في 9/6/2002 يذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أمريكا للمرة السادسة ليتحصل على دعم أمريكي كامل وشامل ولا محدود في "حربه ضد الإرهاب" مودعا بعملية في مستوطنة قرب نابلس ، سبقها عمليات مثل عملية مفرق مجدو التي راح ضحيتها 18 إسرائيليا ، وعمليات ريشون لزيون وبتاح تكفا لحقها عمليات في مطعم هرتسليا وغيلو والتلة الفرنسية في 19/6/2002 وغيرها ، للجهاد الإسلامي و لكتائب شهداء الأقصى وحركة حماس والتنظيمات الأخرى التي عادت للعمل دون استراتيجية واضحة ومحددة ومتفق عليها بالمكان والتوقيت والأهداف السياسية وتفهم المتغيرات ، ومع دخول يوم 24/6/2002 واحتلال مدينتي رام الله والبيرة و6 مدن فلسطينية أخرى من ثمانية تدخل الانتفاضة مرحلة الاحتلال طويل الأمد في مراكز بعث الانتفاضة ومناخها الداعم ، أي في مدن السلطة الوطنية التي فقدت قدرتها على الدعم وإشاعة جو المقاومة العنفية لتعود الانتفاضة -مع تقلص العمليات العسكرية- ثانية معبرة عن نفسها بالصمود والصبر الطويل وتحدي إجراءات الاحتلال ورفضها وعدم الانكسار وتحمل المعاناة وتسيير الحياة وبالحجر، الذي ألقى على الاحتلال الطويل وعلى خطاب بوش في نفس اليوم الذي اتهم العرب والمسلمين والفلسطينيين بالإرهاب وشتم الأمة والفلسطينيين وقيادتهم و أعطى شارون الدعم الكامل في كل ما قام وسيقوم به ، مع بعض الفتات السياسي من إقامة الدولة والانسحاب دون وضوح أو تحديد أو زمن أو جدولة .
لقد استطاعت القوات الإسرائيلية أن تدخل المدن هذه المرة بيسر ارتبط بالعملية العدوانية الوحشية السابقة المسماة (السور الواقي) التي أدت لمذابح وقتل بالمئات و لتجريد البلاد من السلاح ، وتدميرها لجميع مقار السلطة الفلسطينية بلا استثناء ، وللعديد من البيوت والمؤسسات والمباني الهامة والشوارع ، واعتقالها للآلاف المؤلفة من الفدائيين ، واستمرار نصبها الحواجز والخنادق والسواتر الترابية في أكثر من 100 موقع في الضفة الغربية ، وتسييرها مئات الدوريات في كل مكان ، الذي جعل من الاحتلال ينعم بفترة خادعة من الهدوء بالعمليات ولكن مع استمرار زخم الانتفاضة الجماهيرية بالحجر والإعلام ورفض الاحتلال ، مع عدد محدود من العمليات العسكرية ( عملية مدخل مستعمرة عمانويل قرب قلقيلية أدت في 16/7/2002 لمقتل 7 صهاينة وجرح 15 ) هذا الزخم المتراكم الذي أدى لتزعزع الاقتصاد الإسرائيلي وتراجعه إلى الحد الذي كبدّه 12 مليار شيقل خسارة بحسب إحصائيات البنك المركزي الإسرائيلي ، مما جعل الإسرائيليين في أكثر من استطلاع للرأي يقيمون أداء شارون الاقتصادي والسياسي سلبا ، ويعبرون عن خوفهم من سياساته الاقتصادية خاصة ورفضهم لها بنسبة 70% رغم اعتبارهم له أنه قوي ومخلص للدولة ، والى درجة من الإحساس بالرعب التي حدت بشارون لأن يسيّج الضفة الغربية بسور ضخم يكلف الملايين ولا يشعر بالأمان ولا يحل قضية .
ميزات الشخصية الفلسطينية :
إن الانتفاضة بالمراحل التي ذكرناها كان وقودها الأساسي الشباب والشابات والطلاب والطالبات سواء في القيادة الميدانية أو الإعلامية أو في التوجه الجماهيري أو المقاوم في الشارع والحقل والجامعة ، مما أدى لزعزعة مفاهيم بدت وكأنها مستقرة تمثلت بقيادة تاريخية لم تتفاعل كثيرا فتم تجاوز العديد منها على الأرض ، وفي شحذ الهمم وتواصل النشاط استنادا لحماس ورؤية الشباب ومبادراته التي شابها في كثير من المراحل الاندفاع دون النظر للعواقب أو المتغيرات أو المستجدات وموازين القوى ، ولكنها تواصلت ثرية مقدامة فقدمت الشهداء والجرحى والأسرى بعشرات الآلاف من الشباب الذين بنيت شخصياتهم بفكر الثورة وبأيديهم و عبر نضالهم وتجربتهم الموصولة بالتاريخ البعيد والقريب ، والتي تجاوزت أيضا الكثير من مستقر القوانين التي تحكم حرب الشعب طويلة الأمد حيث اعتمدوا على القوى الذاتية دون دعم الجوار أو وجود قاعدة آمنة بشكل تام ، واعتمدوا على علاقات نشأت عبر انتفاضات سابقة أفرزت الصلب من المتكاسل ، والمصرّ على النضال من المبتعد أو المنهزم .
لقد تميزت الشخصية الفلسطينية عامة ، وشخصية الشاب في إطار الفلسفة العامة والتعبئة القومية وفي صفوف الثورة الفلسطينية عبر تاريخها الطويل وفي مسار الانتفاضة أو الانتفاضات المتلاحقة بالبناء والصقل والاستفادة من التجارب والتربية بالتوالي و أحيانا بالتوازي وفق الصيغ التالية:
1- بناء الشخصية الثورية المقاومة : التي اعتبرت الكفاح المسلح أو العسكري أو العمل المقاوم وأشكال النضال الأخرى منطلقا رئيسيا للحل ، والخروج من أزمة اللجوء والتشرد والهزيمة والاحتلال والمهانة ، بالتعبير المادي عن رفض الاحتلال عبر المقاومة بأشكالها المتعددة ( المقاومة العسكرية : الهجومية و الاستشهادية والدفاعية ، والمقاومة الجماهيرية ، والسياسية ، والإعلامية والنفسية) ، لا سيما وأن تجربة الشبيبة العسكرية الإسرائيلية ماثلة للعيان من خلال (الناحال) و (الجدناع) .
2- بناء الشخصية المتعلمة : لقد كان التعليم بالنسبة للأسر الفلسطينية مجالا للتعويض عن فقد الأرض والثروة والذكريات والمكانة الاجتماعية والأمان والاحترام ( نتيجة نكبة 1948 ، ثم احتلال 1967 ، ثم تواصل الاحتلال ) ، وسبيلا للتفوق وإبراز الذات الذي طبع الشباب الفلسطيني حتى أواخر السبعينات من القرن العشرين في الخارج ثم طبع الشخصية الفلسطينية عامة ، رغم محاولات العدو العودة بالشباب لمرحلة التجهيل عبر إغراءات المال والعمل في فترة من الفترات ، والذي مع الانتفاضات المتتالية و انتفاضة الأقصى تواصل في خضمها البناء للشخصية على المستوى التعليمي والتثقيفي في المدارس والجامعات والتنظيمات دون توقف .
3- بناء الشخصية المسيّسة : وكان لكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني والعربي والاتحاد العام لطلبة فلسطين دورا أساسيا في تسييس الشباب منذ طفولتهم ، بحيث جعلت من إدماجهم في معسكرات التدريب العسكري أو التثقيفي أو الوطني ، أو المشاركة في المخيمات العالمية هدفا تستقطبهم من خلاله كمناضلين أو مؤازرين أو كوادر ينفتح أمامهم المستقبل للعمل في أطر الثورة المختلفة من صحافة وإعلام وعمل نقابي وجماهيري وخارجي . لقد غمست الثورة والانتفاضة رجالا وشبابا وأطفالا رغيف الخبز بالسياسة فطبعت مرحلة النضال بهذا الطابع الذي استبدل ذاكرة المخيم الكئيبة بذاكرة المخيم المكافح أو المناضل ، أو المقاوم و المتعلم و المسّيس معا ، وبذاكرة المدينة أو القرية المنزوية أو اللاهية إلى المناضلة والصامدة على أرضها ، بالكوادر المقاومة والمتعلمة والمسّيسة .
الرؤية لدور الشباب الفلسطيني
إن الفلسفة أو الرؤية لبناء الدور الشبابي الفلسطيني في الانتفاضة وما بعدها وبناء الوطن ( ولا بأس من تعميمها عربيا) ، آخذين بالاعتبار مجالات الجسد والنفس والعقل والوجدان ، تنطلق من المقومات التالية :
1- بناء الشخصية القومية والوطنية المناضلة .
2- بناء الانسان المشارك و الفاعل في المجتمع المدني الديمقراطي
3- استثمار الوقت الحر للشباب : في الانطلاق والمشاركة والتواصل والإبداع وإبراز حاجات الانتماء والعمل المختلفة وإشباعها.
4- التثاقف وتحقيق الانفتاح على العالم .
وإذا كانت هذه هي الرسالة أو الفلسفة العامة بمقوماتها الأربعة التي نرى ضرورة أن تحكم أهداف وخطط وبرامج الشباب العربي والفلسطيني لكافة الأطر ، إلا أنه من الممكن أن نطرح عددا من الأهداف القابلة للنقاش في ضوء ما ذكرناه من مفاهيم الأدوار عامة واحتياجات الشباب ، وفي خضم المتغيرات العالمية السياسية والثقافية العلمية والتقنية ( نستقيها من ورقة قدمناها لورشة عمل المخيمات الصيفية بين الواقع والطموح ، رام الله في 28-29/9/2002 ، ونعيد صياغتها ) كالتالي :
1- زرع روح الانتماء الأصيل للأمة العربية ولفلسطين .
2- التدريب على مقاومة الأفكار الانهزامية في المجتمع
3- تحقيق الأمن والاستقرار الذاتي للشخص
4- تحقيق التقارب بين شرائح المجتمع ( مخيم ، قرية ، مدينة ، عمال ، فلاحين ..)
5- إخراج الشبيبة من جو الاحتلال والإحباط إلى رحابة المستقبل
6- دعم قيم المقاومة والعدالة السلام العالمي والتسامح
7- توفير جو من المرح والترفيه والحرية والانطلاق
8- تحقيق إطلالة متميزة على التراث العربي و الفلسطيني
9- تعميق البعد القومي والإنساني العالمي في الشخصية
10-تحسس المشاكل النفسية والمساعدة في حلها .
11-تكريس أساليب العمال الجماعي (العمل بروح الفريق )
12-دعم قيم التعاون والاحترام المتبادل والنظافة العامة .
13-احترام البيئة والأرض ومن وما عليها .
14-إبراز القدوة من التاريخ والمسؤولين.
15-تشجيع الاتصالات وتكوين الصداقات .
16-تنمية أو دعم المواهب الحركية والفنية والعلمية ...الخ
17-المحبة والتآلف مع المحيط ، واحترام الرأي و الاختلاف في الفكر والعقيدة والطائفة.
18-احترام المواطنة ومؤسسات المجتمع المدني .
19-بناء الشخصية المتوازنة .
20-التدريب على صياغة الأهداف والحوار والنقاش
21- دعم المساواة بين الجنسين
مفاتيح الدور القومي لدى الشباب العربي :
لم تكن الانتفاضة الفلسطينية الحالية فلسطينية خالصة لأنها ارتبطت بالوعي الشبابي العربي والطلابي في كافة الدول العربية التي عبرت عن ذاتها ورغبتها في إبراز الفهم العربي المشترك والتآزر العربي المشترك ووحدة المصير ووحدة الروح مقدمة لوحدة الفعل المباشر المشترك ، عبر التأكيد على قومية المعركة والتأكيد على أن الصراع الدائر في فلسطين هو صراع حضاري بين الحضارة العربية الإسلامية وبين المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستهدف إبقاء الأمة ضعيفة مفككة مهانة متسولة الدعم ( الاقتصادي أو الأمني أو الثقافي) من الخارج عبر بسط النفوذ الأمريكي-الإسرائيلي على مساحة الجغرافيا العربية ، وعلى مقدرات الأمة وعبر نشر الرعب والخوف وعصا التأديب الصهيونية الأمريكية لكل من تسول له نفسه استعادة عزته وكرامته وتواصله ووحدته .
لقد ظلت الأمة الوسط أي الأمة العربية وأمة المسلمين تثير القلق والمشاكل للعقلية الغربية المتطرفة المتآزرة مع الصهيونية إلى أن تفتق ذهنها عن زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة النابض محيلة أي حلم بالوحدة أو التقدم أو التطور أو النمو إلى هباء . إن الوجود الإسرائيلي ضربة حضارية قاصمة و مشروع استعماري اقتصادي ناجح عمل على تحطيم مقدرات التطور للأمة و ضمن الحصول على مواردها الأولية وخاصة النفط دون عناء ، ويسعى حاليا لاختراق جسد الأمة اقتصاديا وثقافيا وفكريا وإعلاميا ونفسيا ، وأكاد أجزم ان الشباب العربي الذي عبر عن تضامنه العظيم مع الشعب الفلسطيني ومع الانتفاضة ، إنما فعل ذلك تعبيرا أصيلا عن تقبل الفعل الثوري والفعل الرافض لكل أشكال الهيمنة والجبروت والاستعمار ، وبالتالي كان يعبر عن حرصه على مستقبله وعلى رؤية الأمة الحضارية الموحدة .
إن بناء الدور القومي المطلوب للشباب العربي ، ومنه الفلسطيني ، يستدعي أربعة أعمدة هي :
أولا : الاكتشاف .
إن اكتشاف الشباب لدورهم الفاعل والناضج يتضمن بعث القدرات وشحذ الإرادات الشبابية والطلابية بما يتضمنه ذلك من استثمار كافة الطاقات الشخصية الكامنة وبعثها وبما يتضمن من إعادة صياغة لطرق التفكير بل وتحسين وتطوير طرق التفكير وبالتالي سهولة النظر في المواضيع والأحداث ، وتأملها عن قرب ومن بعيد بما يجعل من مهمة إدراك القضايا والمشاكل وتشخيصها بسهولة وضع الأهداف والإبداع في وضع بدائل الحلول والاختيار.
ثانيا: التخطيط
إن في اكتشاف الذات وتنمية قدراتها توجه لإعادة صياغة الحياة على عتبة إدراك أهمية التخطيط من حيث أنه يصيغ الأهداف وفق التطلعات وبما يمكن من تحقيقها وبالتالي يجعل من إمكانيات اختيار الوسائل مهمة عقلية متوافقة مع رؤية الهدف الواقعي أو المقدور علية والقابل للتنفيذ سواء على المدى القصير أو المدى البعيد .
ثالثا : الانطلاق .
للتفكير أن يقوم بابتداع الحلول أو تحقيق الربط و اتخاذ القرار استنادا للرؤى والوقائع ، وللتخطيط أن يضع البرامج والخطط وتقوم الهياكل والأطر بتلبية بنود الخطة بغرض الانطلاق للتعبير والتنفيذ والإنجاز بيقين وإتقان وتجديد وتطوير .
رابعا : التقييم
أن أعمدة الدور متى ما انطلقت تحتاج لكوابح ولضوابط تتمثل بآليات الرقابة والمراجعة والمتابعة والنقد الشخصي ونقد الجماعة في ظل أن الفعل الشبابي يجب أن يكون فعلا جماعيا متحليا بآليات عمل الفريق التي تحترم الاختلاف في الشخوص والقدرات وتدمجها في العمل . إن الرقابة والتقييم للعمل ضرورة لإحداث التطوير والتغيير وضرورة لأحداث الإنجاز والوصول لمرحلة الإتقان . إن التقييم يقيس مدى التقدم لتحقيق الأهداف وبالتالي يحدد ما إذا الأمور حادت عن السكة أم أنها في الاتجاه الصحيح .
وتستدعي الأعمدة الأربعة إدراك المفاتيح الثلاثة أيضا لهذا الدور الشبيبي والطالبي الجبار والخلاق والتي تترابط معا .
المفتاح الأول : الإيمان
إن الإيمان ما أدركه الشخص ووقر في العقل واستنشقته الروح قناعة راسخة ، وبدون مثل هذا الإيمان تسقط الدوافع وتخبو الحوافز وتصبح محركات الشخصية غرائزية أو مادية أو مستندة لعوامل الصدفة أو الترهيب والترغيب فقط ، لذلك فلإن الإيمان منبع الطاقة ومحرك الإرادة وباعث القيم الأصيلة ، فالأخلاق التي ترسم الروح وتحقق حركة الجسد تحتاج لشحنات متصلة من الإيمان التي تجعل من حافز العمل والعطاء والمقاومة والفعل حيا لا يخبو .
قد يختار الشباب العربي أن يؤمن:
- بالله سبحانه وتعالى وحكمته وقدرته وآياته ، وأن يؤمن بقدراته وإرادته ونفسه ، وبالعقل وبسبب الاستخلاف الإلهي للإنسان ليعمر الدنيا ويحقق التطور والنماء.
- بأهداف الأمة العربية الكبرى في التحرر القومي من الطغيان والاستعمار العولمي الجديد والاستكبار العالمي ومن الصهيونية المهيمنة ، في ذات الوقت الذي يؤمن فيه بالديمقراطية ورفض القمع وكبت الحريات الداخلي تحت أي مسمى كان .
- تحقيق السيادة الشعبية والمشاركة الجماهيرية الواسعة ، لا سيادة الحكومات أو الأحزاب أو الأفراد .
-أمة عربية واحدة بلا حدود وبلا قيود وبلا جمود ( بلا حدود جغرافية وبلا قيود اقتصادية وبلا جمود عقلاني حزبي لا يسمح بحرية التفكير والرأي ) .
-الإيمان بحرية التعبير والتظاهر والتعددية السياسية والفكرية والحزبية .
-دحر الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مقدمة للدولة الديمقراطية الكاملة التي يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود بحرية وأمان.
-القطيعة مع مقومات الفكر الصهيوني الإرهابي والعنصري ومحاولاته النفاذ لعقل وتراث الأمة.
- رفض الهيمنة والجبروت والاستكبار العالمي .
- الانفتاح على العالم وتثاقف الحضارات.
- التواصل العربي الشبيبي والعالمي .
وقد يختار الشباب العربي أن يرسم أهدافه بشكل أفضل وبأولويات أخرى ، وبمشيئة حرة وبرغبة في التغيير والتقدم تتفاعل مع العصر وتستلهم التراث والتاريخ .
المفتاح الثاني : التثقيف
لا تصنع أمة إلا بالغرف من منابعها الحضارية المستندة للجغرافيا والناس وترثهم وتواصلهم والى الدين والتاريخ والى القيم الأصيلة والى تحقيق الاتصال لا الانقطاع والانفصال بين الماضي والحاضر ، إن بعث الروح وتنشيط العقل والتحلي بالقيم من أسس التثقيف المطلوب للشباب العربي المتحدر من حضارة أمة عربية إسلامية مجيدة وأمة عربية مسيحية شرقية جزء لا يتجزأ من تاريخ وحضارة المنطقة .
أن المناهج التعليمية والأحزاب السياسية والحكومات وسياساتها التعليمية القومية الحضارية - لا الإقليمية التعصبية- والمنظمات الشعبية والمدنية والشبيبية والبيت والمدرسة، والشخص نفسه ما دام قادرا على الحرث في حقل ذاته ، عليها كلها عبء بناء الفكر والشخصية والثقافة العربية التي ترسم الدور (الأدوار)المطلوب للشباب العربي.
المفتاح الثالث : التنشيط
أن التنشيط الشبابي سواء دعما للانتفاضة الفلسطينية الباسلة أو لقضايا الأمة أو لانتفاضة العقل العربي والفعل الوطني تحتاج للجهود المركزة لا الجهود المبعثرة أو الفردية، إن الجهود المتجمعة هي جهود الإنجاز بروح العصر الذي يحتاج للعمل بروح الفريق لا بروح الفرقة ، بروح العمل الجماعي لا العمل الفردي أو الانشقاقي أو المنقطع لذاته وخاصة في ميدان الفعل الشبابي . إن لدى الشباب القدرة على تحديد ما يؤمنون به ولا يحتاجون إلا الرؤية الثاقبة ناصحا والتفكر والنظر في الآلاء مرشدا ، وفي التثقيف حيث يفعل الآخرون فعلهم في الصغير إلى مرحلة يشب فيها وينظر ذات الشمال وذات اليمين فيتعلم كيف يختار حرا من تلقاء ذاته ، وفي التنشيط خطط وبرامج ووسائل تخضع للإمكانيات المادية والقدرات البشرية والفرص المتاحة ، والتي قد تكون على شكل المعسكرات الصيفية أو الشبابية بأنواعها المختلفة والتي يعلمها أو جربها الكثيرون ، وقد تتخذ دعما للانتفاضة أو دعما للمقومات الإيمانية شكل الندوات المفتوحة أو المنظمة أو الدورات السياسية والإدارية والفكرية ، ولا بأس بالتظاهرات الجماهيرية أو الفنية أو الثقافية المعبر عنها بمعارض الصور والرسومات واللوحات والشخوص (الكاريكاتير) والمشغولات اليدوية والمأكولات الشعبية والأعمال التراثية ...الخ، وقد تحصل على شكل دورات حديثة حاسوبية أو فنية أو فكرية أو .... وقد تتخذ شكل تشجيع المطالعة أو الدخول إلى عوالم الحاسوب ، والشبكة العامية (الإنترنت) عبر ممارسة الجهد الفاعل الشخصي والجماعي والقومي في الدعم أو التعبير من إنشاء المواقع والصفحات وبعث الأفكار والرسائل وتحقيق النقاشات وعمل المطالبات والاستفتاءات والعرائض والمقالات والنوادي الهادفة .
قلنا أن الشبيبة عنوان الفعل لذلك فهي قادرة على إبداع الفكرة والوسيلة وبالتالي ليس في العرض للانتفاضة بغية العبرة و للشخصية الفلسطينية كأمثولة و لمفاتيح الدور القومي للشبيبة وأعمدة الفعل إلا إسهاما قاصرا أو محدودا يستدعي التفكير الشبابي الحر والمنطلق والعصف الذهني عبر مجموعات شبابية أو طلابية عربية منتقاة تقوم بتحديد المشاكل ومحاولة رسم طرق أو إبداع حلول أو تقديم ملامح لمفاهيم واستنتاجات هي من صلب الدور الحي والثري الذي أنتج في الانتفاضة الفلسطينية الحالية أشكالا إبداعية جديدة في المقاومة وتواصل الفعل الانتفاضي ، وهي من ذات الأسلوب المطلوب لتحفيز كوامن الفكر الشبابي وجذوره الريانة ، وقذفه حقائق تعيش وتكبر .
الامير الفدائي
الامير الفدائي

المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 12/05/2010
العمر : 31
الموقع : في كل مكان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى