1929 ثورة البراق

1929 ثورة البراق
نتيجة لاستفزازات اليهود وادعائهم الكاذب بأن الحائط الغربي للمسجد الأقصى هو من بقايا هيكل سليمان عليه السلام، قامت في العشرين من أغسطس 1929 معركة عنيفة عند ممر البراق في بيت المقدس لم يتمكن البوليس من إنهائها إلا بجهد ومشقة، ولم يجد العرب لغة يمكن أن تستعمل مع تلك القوى المتكاتفة عليهم إلا لغة الاستمرار في الثورة فجددوا هجماتهم على مجموعات مسلحة من اليهود استمرت كل يوم وجرح خلالها 107 من الفريقين وخسر اليهود 28 قتيلا وكانت المعركة تدور في شوارع القدس من ركن إلى ركن.

وقد تزايدت حدة المعارك مع الوقت وزاد عدد الجرحى والقتلى من الجانبين. وعندما وصلت أنباء أحداث القدس إلى نابلس والخليل والمدن الأخرى انطلقت الجماهير تتظاهر وقام العرب في الخليل بهجوم على الحي اليهودي فقتل أكثر من 60 يهوديا، وجرح أكثر من 50 آخرين. وفي اليوم نفسه قام العرب في نابلس بمحاولة جريئة لانتزاع الأسلحة من أحد مراكز الشرطة فنشبت اضطرابات عنيفة بسبب إطلاق الشرطة النار على الجمهور. وفي الوقت نفسه قامت اضطرابات في عدة مدن أخرى كبيسان، ويافا، وغيرهما. ومن الجدير بالذكر أن بريطانيا كانت تقوم بتسليح اليهود في حين أن العرب كانوا عزلاً من السلاح، ومع ذلك استطاع العرب الايقاع بأعدائهم وقال كاتب عربي معاصر لهذه الأحداث "إن الثورة استمرت خمسة عشر يوما، قتل وجرح خلالها 472 يهوديا وكان ضحايا العرب 338 بين جريح وقتيل".

لقد كانت هذه الثورة العارمة التي خاضها المسلمون في فلسطين رد فعل للتحدي الصهيوني السافر، والخداع البريطاني المستمر، وقد ظهر فيها الإنجليز على حقيقتهم فما من معركة نشبت بين العرب واليهود إلا كان الجنود الإنجليز في الصف المحارب للعرب، وقد تجاوزوا حد المعارك إلى المهاجمة للبيوت العربية وتقتيل الأسر الآمنة والتمثيل بها، وقد أعقب الثورة أعمال تنكيل واسعة المدى بالشعب الفلسطيني.

ابو تحرير