1916 اتفاقية سايكس-بيكو

1916 اتفاقية سايكس-بيكو
جرت المحادثات السرية بين روسيا وفرنسا وإنجلترا في لندن وليننجراد، وباريس من أجل تقسيم تركة الإمبراطورية العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وفي أوائل عام 1916 تم التوقيع على اتفاقية سايكس ـ بيكو (المتفاوضين الرئيسيين فيها، مارك سايكس الإنجليزي، وجورج بيكو الفرنسي)، وجاءت الاتفاقية على شكل عدد من المذكرات التي وقعت بتواريخ مختلفة خلال شهري أبريل ومايو 1916 وتم تبادلها بين الدول الثلاث. وبموجب القسم المتعلق بروسيا احتفظ القيصر لدولته بإستنبول والأراضي المتاخمة لمضيق البوسفور وأربع ولايات متاخمة للحدود الروسية في شرقي الأناضول.

وحرصت الدول الثلاث على إبقاء هذه الاتفاقية سرا مكنونا حتى إذا استلم البلاشفة الحكم في روسيا أسرع تروتسكي إلى نشرها كنموذج للشكل الاستعماري الذي قامت على أساسه الحرب العالمية الأولى. وبادر جمال باشا الوالي العثماني لسورية بإيعاز من ألمانيا إلى لفت نظر العرب إليها ومناشدتهم العودة إلى الصف الإسلامي والنكوص على الإنجليز المخادعين. وكان الكشف عن سر الاتفاقية من أشهر الفضائح السياسية والدبلوماسية الخاصة بالمكر والغدر بالعهود في التاريخ ولا سيما أنها جاءت بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من تعهدات مكماهون للشريف حسين باستقلال البلاد العربية ووحدتها. وزادت من إثم بريطانيا محاولاتها الهزيلة والمضللة التي بذلها مكتبها العربي في القاهرة للتغطية على الفضيحة وتجاهل حقيقتها.

ابو تحرير